المستشار الألماني يحيي ذكرى قتلى هجوم الحرق العنصري في مدينة زولينجن

المستشار الألماني يحيي ذكرى قتلى هجوم الحرق العنصري في مدينة زولينجن

أحيا المستشار الألماني أولاف شولتس ذكرى قتلى هجوم الحرق العنصري في مدينة زولينجن الألمانية قبل 30 عاما.

وكتب شولتس على "تويتر" اليوم الاثنين: "قتل اليمين المتطرف لخمسة أشخاص من أصول تركية ينبهنا إلى ضرورة حماية كل من يعيش هنا ومعاقبة الجرائم ومساعدة الضحايا.. عبر احترام مجتمعنا المتنوع، يمكننا تحقيق الكثير"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

ونشر شولتس صورة للمنزل المحترق آنذاك في زولينجن وأضاف أسماء القتلى.

وفي السياق، نددت وزيرة الداخلية الألمانية الحالية نانسي فيزر بفشل الحكومة الألمانية آنذاك في مكافحة التطرف اليميني في أوائل التسعينيات.

وفي تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي إن "هذا الهجوم لم يأتِ من فراغ بأي حال من الأحوال".

وأشارت الوزيرة إلى أن "الحكومة في تلك الفترة لم تتصرف بكل وضوح من أجل إيقاف التطرف اليميني القاتل"، وذلك بعد حوادث الشغب اليمينية المتطرفة في روستوك-ليشتنهاغن، التي استهدفت مكتب الإيواء الرئيسي لطالبي اللجوء ودار لعاملين فيتناميين في ربيع 1992، وحوادث الشغب اليمينية المتطرفة في مدينة هويرسفيردا في خريف 1991 على دار لعاملين أجانب ودار للاجئين، والحريق المتعمد على منزلين تقطنهما عائلتان تركيتان في مدينة مولن في خريف 1992 ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة بإصابات خطيرة، وقد جاء الهجوم الأخير قبل وقت قصير من هجوم زولينغن.

ورأت فيزر أن الحكومة لم تواجه الكراهية بشيء ولم تضع خطا أحمر. 

وأعربت عن اعتقادها أن النقاشات التي جرت آنذاك والمليئة بشعارات مثل "القارب ممتلئ" جاءت على حساب هؤلاء الضحايا وقالت إن قيادة الحكومة آنذاك كانت تفتقر إلى مواساة الضحايا والتعاطف معهم والاهتمام بهم "ولا يزال هذا الأمر مخزياً للدولة الألمانية حتى اليوم".

ورأت الوزيرة أنه لا يمكن إضافة شيء جديد إلى الدروس المستفادة من هذا الهجوم "وقد تبين لنا اليوم على نحو جلي للغاية أن التطرف اليميني هو الخطر المتطرف الأكبر على ديمقراطيتنا وعلى الناس في بلادنا".

وذكرت فيزر أن عدد جرائم العنف اليمينية المتطرفة التي وقعت في العام الماضي ارتفعت مجددا بنسبة 12% ونوهت إلى أن الهجمات على اللاجئين زادت على نحو خاص، "ولهذا السبب فإننا نتعامل بكل حزم، فالوقاية والحزم هما أساس استراتيجيتي في مواجهة التطرف اليميني، وذلك يستلزم أن يكون هناك على جانبنا أجهزة أمنية شديدة اليقظة وجيدة التجهيز.. كما يستلزم أيضاً بالدرجة الأولى وعلى عكس ما كان في عام 1993 التعاطف مع ضحايا العنف اليميني المتطرف، فالأمر يتعلق ببشر حمايتهم هي أهم واجباتنا".

وفي 29 مايو 1993 لقيت خمس فتيات ونساء أتراك حتفهن عندما أضرم متطرفون يمينيون النار في منزل عائلة جينش، والضحايا هن: سايمي جينش (4 أعوام) وهوليا جينش (9 أعوام) وجولستان أوزتورك (12 عاما) وهاتيس جينش (18 عاما) وجورسون إينس (27 عاما). 

ويعتبر الهجوم من أخطر الجرائم العنصرية في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.

وعقب وقت قصير من الجريمة، تم اعتقال أربعة متطرفين يمينيين منحدرين من زولينجن تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عاما.. وكان الجناة ينتمون للأوساط اليمينية، وتمت إدانتهم بالقتل عام 1995.

ويعد هذا الهجوم حتى اليوم واحداً من أخطر الجرائم العنصرية في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية